بعد الهزيمة بخمسة أهداف أمام برشلونة في الكلاسيكو، يبحث ريال مدريد عن شيء ما يعيد للجمهور القليل من الثقة، سياسة الأخبار الصادمة بدأت إدارة النادي باستخدامها، وذلك للتقليل من وطأة الهزيمة التاريخية أمام المنافس أو العدو التقليدي، صحيفتي (أس) و( ماركا )وقناة ريال مدريد التلفزيونية لم يتحدثوا عن المباراة كثيرا، ولم يفتح أي منهم تحقيقا لمورينيو بعكس ما كانت تفعله الصحف بوجه الخصوص مع المدربين السابقين، فعندما كان مانويل بيليجريني مدربا كانت صحيفتي (ماركا) و( أس) تهاجمانه بدون هوادة، ولكن ما الذي تغير الآن ولماذا يقف الجميع مع مورينيو، ربما لا يزال المسؤولون عن (ماركا ) و( أس) وريال مدريد بأسره يثقون في ان مورينيو سيفوز بدوري الأبطال والدوري الإٌسباني. لا تزال شخصية مورينيو تبهر الجميع بمن فيهم اللاعبون، مورينيو رجل ذكي جدا وكاريزماتيكي، يستطيع أن يوهم الجميع بأنه لا يزال الأفضل!.
على الرغم من أن الهزيمة كانت كارثية إلا أن ريال مدريد ومن يدور حوله من إعلام قرروا تجاوزها بسرعة فائقة لكي يعمل المستر مورينيو بهدوء. سياسة الاخبار الصادمة استخدمت لتشتيت ذهن الجمهور، فكان لابد من أن تفجر قنبلة صحفية كبيرة تصرف اهتمام الجماهير قليلا عن التفكير في برشلونة والهزيمة، كان لابد من بعث الأمل وبسرعة وايهام الناس بأن هناك شيء ما قادم، وبأن مورينيو سينتقم بالفوز على برشلونة وبعد ذلك الفوز بالبطولات، عبارة من يضحك أخيرا كانت ساحرة وجذابة.
الحديث وجه وبسرعة فائقة عن تعزيزات قوية للفريق!، الجمهور في مدريد يتحدث بأن النادي لن يسكت وفلورينتينو سيجلب لاعبين وسيفعل كل شيء لرد الاعتبار، مورينيو كان ناجحا في السوق الصيفية بالتعاقد مع أوزيل وخضيرة ودي ماريا، ولكن هؤلاء لم يستطيعوا إيقاف البارسا، الصحف وبالتنسيق مع النادي تحدثت بعد يوم واحد من الكلاسيكو الكارثي عن مهاجم فيردربريمن هوجو الميدا، والمحللون قالوا يومها أن مورينيو يعرف اللاعب البرتغالي جيدا، ثم تحدثوا عن عودة كاكا وما سيترتب عليها من تغيرات، لدى ريال مدريد سلاح كبير وهو اللاعب البرازيلي ريكاردو كاكا لم يستخدم بعد في هذا الموسم، ومورينيو سيدخل سوق الانتقالات الشتوية لا محاله لتعزيز الصفوف كل هذه الأخبار كان لملء أذهان الناس بمواضيع تبعدهم عن التفكير في الكلاسيكو والهزيمة الثقلية، فبمجرد طرح اسم مهاجم متواضع مثل هوجو الميدا سيتحدث الناس عن جدوى الصفقة وستجرى مقارنات بينه وبين هيجواين وبن زيمه ثم سينتقل الحديث عن أيهما أفضل الفرنسي بن زيمة أم الارجنتيني هجواين؟. كل ذلك من شأنه أن يشتت الاذهان قليلا!. بعدها قال مورينيو بأنه يفكر في لوكاكو لاعب أندرلخت البلجيكي، لوكاكو لاعب يشبه دروجبا كثيرا، صغير السن (17 عاما) وهو لاعب دولي في المنتخب البلجيكي، لوكاكوهذا اللغز المخدر سيجعلنا نفكر فيه كثيرا، من يعرف لوكاكو؟ قليلون جدا هم الذين سمعوا بلوكاكو، ولكن بعد الحديث أن ريال مدريد يريد التعاقد معه وأن مورينيو مصر على ذلك منذ مدة حيث طرح أسمه في بداية الموسم!. أصبح من الضروة على جمهور ريال مدريد البحث والتقصي عن هوية لوكاكو المحير، مرة أخرى سنفكر بشيء آخر غير الكلاسيكو وكيف خسر ريال مدريد بتلك الطريقة التراجيدية.
شفاينستايجر مقابل كاكا.. لوكاكاو والمدرسة!
بعيدا عن الاستهلاك الاعلامي وتشتيت الجماهير عن الهزيمة في الكلاسيكو، فإن الحديث عن رغبة مورينيو بتدعيم الصفوف مؤكد جدا، المدرب البرتغالي طلب من الادارة أن تدفع مبلغ عشرين مليون يورو من أجل التعاقد مع لوكاكو إن اقتضى الأمر وأصر أندرلخت على موقفة، في المقابل لا يزال مورينيو يحاول تنفيذ الوعد الذي قطعه على نفسه وهو احضار شفاينستايجر ليلعب في ريال مدريد، ففي المباراة الودية قبل بداية الموسم بين ريال مدريد وبايرن ميونخ تحدث مورينيو لشفاينستايجر في ممر اللاعبين وقال له بأنه سيفعل كل ما بوسعه من أجل جلبه إلى مدريد، مورينيو وعد اللاعب الألماني بأنه سيظل يلاحقه حتى يحصل عليه في فريقه، المحاولة الأولى كانت تقديم 30 مليون يورو للبايرن وعشرة ملايين يورو كراتب سنوي للاعب، لكن النادي الألماني رفض بيع لاعبه، المحاولة الثانية كانت باجراء عملية مبادلة بين كاكا وشفاينستايجر بشرط أن يعود كاكا لائقا، أي تتم العملية في فترة الانتقالات الشتوية القادمة، لكن رومنيجيه رفض ذلك أيضا، لقد أصبح مورينيو يدرك صعوبة التفاوض من أجل الحصول على شفاينستايجر، وهو يسابق الزمن للحصول عليه قبل أن يجدد لناديه إلى عام 2016 براتب سنوي قدرة 9 ملايين يورو (آخر الأنباء أفادت أن البايرن جدد عقد شفاينستايجر لعام 2017 وباءت محاولات ريال مدريد بالفشل)، هناك ايضا مانشستر يونايتد وإنتر ميلان يحاولان اغراء اللاعب الألماني والسير أليكس فيرجسون عرض مبلغ 12 مليون يورو كراتب سنوي لشفاينستايجر، مما جعل مورينيو يتصل به ليجدد رغبته في العمل معه من أجل تحقيق العديد من الالقاب لريال مدريد، ثم حدث اتصال هاتفي بين شفاينستايجر وخضيرة بتنسيق من مورينيو ويرى المحللون أن مورينيو لجأ لهذه العملية كي لا يوتر العلاقة مع بايرن ميونخ، ولكي لا يتهم بأنه يفاوض اللاعب دون موافقة ناديه، فيبدو الامر أنه اتصال بين لاعبي المنتخب الألماني بعضهم ببعض.
لوكاكو لاعب شاب وموهبة عظيمة .. هكذا يفكر مورينيو، وشفاينستايجر لاعب عبقري يمكنه أن يغير من أداء ريال مدريد ويمكن لمورينيو أن يطبق العديد من الافكار بواسطته. ولكن ماذا عن ريال مدريد، ماذا عن الإدارة وعن التاريخ والجمهور، ماذا عن مدرسة النادي التي لا ينظر إليها مورينيو وماذا عن مدرسة البارسا التي هزم بلاعبيها الصغار نادي روبين كازان في دوري الأبطال، ماذا يريد مورينيو وريال مدريد من مدرسة النادي وكيف سيضعون الحافز للاعبين الصغار؟. لوكاكو لاعب صغير السن.. ذلك صحيح ولكن لماذا لا نصنع لاعبا مثل لوكاكو وغيره في مدريد، لماذا لا نفّعل دور اللاعبين الشباب كما يفعل برشلونة، ولماذا نقوم بصفقة خاطئة مع شفاينستايجر في حين أن هناك أربعة لاعبين يلعبون في مركزه، لو أتى شفاينستايجر فما هو موقف ألونسو أو خضيرة أو كاكا وماذا سيفعل مورينيو بلاسانا ديارا وإلى أين سيذهب ممادو ديارا؟. هل يحتاج ريال مدريد لشفاينستايجر فعلا.. لو كان الأمر كذلك فلماذا جلبنا خضيرة واوزيل ودي ماريا؟. بالنسبة لي لا يحتاج ريال مدريد لشفاينستايجر مطلقا، ولا حتى للاعب الصغير لوكاكو لأنه يملك بن زيمه وهيجواين في خط الهجوم كما أن لديه ألونسو وخضيرة وكاكا وأوزيل ودي ماريا وكريستيانو رونالدو ولاسانا ديارا وممادو ديارا وكاناليس وبيدرو ليون وغيرهم، فما الذي يمكن أن يتغير لو أتى شفاينستايجر!!. ربما على مورينيو أن يهتم للطريقة التي يسقط بها برشلونة اكثر من اهتمامه بالتعاقد مع شفاينستايجر.
