لماذا يلعب الأرسنال كرة القدم؟ ولماذا يشجع أحدهم هذا النادي؟ ماذا يدور في رأس أرسن فينجر!!. هل الأرسنال ناد كبير أو سيصبح في يوم ما أحد الأندية الكبيرة في أوروبا؟. كل هذه الأسئلة من الممكن التفكير فيها، لأن موسم الأرسنال انتهى قبل أن تبدأ جولة الذهاب من الدوري وقبل أن تلعب المباراة القادمة في دوري الأبطال، هؤلاء عليهم الذهاب إلى بيوتهم، فالأرسنال لن يفوز كعادته بأي شيء هذا الموسم، الدوري لن يكون من نصيبهم لأن مانشستر يونايتد وتشلسي لن يسمحا بذلك، وربما يفوز ناد آخر لكنه حتما لن يكون الأرسنال. في المسابقة الأوروبية تخلى الأرسنال عن لقب كان من الممكن تحقيقه في هذا الموسم، لقد خدع الأرسنال نفسه بالبقاء في دوري الأبطال، لأنه يريد كسب القليل من المال بالتأهل للدور الثاني، كان الأحرى بالأرسنال أن يخسر في دوري الأبطال ويحل في المركز الثالث في مجموعته كي يتأهل إلى الدوري الأوروبي، هناك يمكن الفوز بشيء، لن يستطيع الأرسنال أن يتجاوز برشلونة في دوري الأبطال، ولو حدث المستحيل نظريا وفاز الأرسنال فإنه سيخسر فيما بعد ويخرج خالي الوفاض من المسابقة، الأرسنال ليس من الأندية الكبيرة في أوروبا وليس بطلا كبيرا في إنجلترا كمانشستر وليفربول، لذلك يعيش المدرب الفرنسي آرسن فينجر بعيدا عن الضغوط، فالوصول إلى دوري أبطال أوروبا في كل موسم هدف النادي، ولأننا في إنجلترا نلعب بأربع فرق في هذه المسابقة ليس من الصعب على فينجر أن يحقق الهدف، يستفيد فينجر في كل موسم من الظروف، ففي المواسم التي يكون فيها توتنهام مستعدا للدخول في المربع الأوروبي يسقط ليفربول ويبقى الأرسنال، يكون الأرسنال في مرتبة أمام توتنهام لكن الفريقين حققا نفس الطموح، تأهلا إلى دوري الأبطال الموسم الماضي، من الممكن مقارنة الأرسنال بتوتنهام ومانشستر سيتي ولكن من الخطأ مقارنته بمانشستر أو تشلسي وليفربول الذي يعاني من وضع شاذ منذ فترة ولا يجد السبيل لكي يعود إلى وضعه الطبيعي، الأرسنال لا يفوز بالدوري ودوري الأبطال ولكن المدافعين عن الفرنسي يقولون جزافا بأنه أحد أفضل المدربين في التاريخ!، جمهور الآسنال يعتقد بأن فريقه أفضل من توتنهام والسيتي، بل هو في مصاف مانشستر يونايتد وليفربول!، مما سيعني بالضرورة أنه في مصاف ريال مدريد وبرشلونة والميلان وبايرن ميونخ ويوفنتوس، ولكن هؤلاء لا يعرفون أن الأندية المذكورة تفوز بالألقاب بينما يلعب الأرسنال للمشاركة معهم في البطولات، فريق فينجر حريص على التواجد في دوري الأبطال، ولكن لا توجد لديه أي مشكلة لو لم يفز بأي بطولة، مما يعني أن الأرسنال يريد أن يكون مع الكبار بالحضور والتواجد وليس بالإنجاز!. عندما تدرك الأندية الكبيرة بأنها لن تفوز بشيء في موسم ما تحدث مشكلة كبيرة ويتم إجراء تغييرات كبيرة وجذرية، بينما لا يحدث أي شيء من هذا القبيل في الأرسنال، لقد سئم جمهورهم من وضع كهذا، لماذا كانوا يذهبون إلى الهايبري في السابق وإلى ملعب الإمارات حاليا، هل لمشاهدة اللاعبين الفرنسيين؟. على جمهور الأرسنال أن يقتنع بأن ناديه ليس كبيرا ويتعامل مع الواقع، شأنه في ذلك شأن جمهور أستون فيلا أو توتنهام وغيرهم، لأن هذا الجمهور يدعي بأنه يشجع ناد كبير لكنه في المقابل لا يفعل شيئا عندما ينتهي الموسم دون الاحتفال باللقب!. الموسم الحالي لن يكون استثنائيا للنادي، لقد انتهت المغامرة في أوروبا لأن الأرسنال لن يفوز بالبطولة، وعلى مستوى الدوري في إنجلترا لن يتمكن فريق فينجر في النهاية من الفوز، إذن انتهى الموسم بالنسبة للأرسنال، عليهم أن يذهبوا إلى بيوتهم. لو كانوا يرون بأنهم ناد كبير والأفضل في لندن، أفضل من تشلسي وتوتنهام وفولهام كما يدعون!.
سيسك فابريجاس والرحيل المؤكد
على فينجر أن يسلم بالحقيقة ويقتنع بأنه في الطريق لفقد لاعبه وقائد فريقه سيسك فابريجاس، فهو لن يستطيع أن يقف في وجه رغبة اللاعب بالرحيل إلى فريق يفوز بالألقاب، على فينجر أن يسمح للاعبين فرصة الفوز بالألقاب، فإذا ما شعر أحدهم أنه من الصعب تحقيق شيء في الأرسنال فعليه أن يفكر في الرحيل إلى مكان آخر لكي يفوز، سيسك يعلم جيدا أن برشلونة ناد كبير وهناك يمكنه الفوز بالألقاب، سيذهب فابريجاس إلى برشلونة وسيترك الأرسنال، سيلعب سمير نصري عدة مواسم في الأرسنال وعندما سيشعر بأنه من الصعب الفوز مع هذا النادي بشيء سيتبع طريق سيسك فابريجاس وغيره من الذين سيذهبون للبحث عن المجد في مكان آخر، ربما سيفكر نصري في يوم ما بأن اللعب مع مرسيليا أفضل من اللعب في الأرسنال لتحقيق الألقاب!. وربما سيفكر جمهور الأرسنال أن بقاء فينجر يعني أن البقاء في البيوت أمام المدفئة أفضل من الذهاب إلى الملعب والجلوس تحت الصقيع، وربما سيقتنع هؤلاء بأن ناديهم ليس من فئة السوبر ستار في العالم، بل من الأندية الجيدة، مثل توتنهام وأشبيلية وروما وبريمن، حينها فقط لن يصطدم هؤلاء بجماهير الأندية اللندنية الأخرى وسيذهبون مثلنا إلى الملاعب للاستمتاع والتشجيع والحماس وانتظار لقب قد يأتي في يوم من الأيام. ولكن إذا ظن هؤلاء بأنهم من كبار أوروبا والأكبر في إنجلترا فإنهم سيعودون إلى بيوتهم بعد التأهل إلى الدور الثاني من مسابقة دوري الأبطال والوصول إلى المركز الثالث أو الرابع في الدوري الإنجليزي.
ربما يحتاج الأرسنال إلى التغيير الكبير وعلى الجمهور أن لا يخاف كثيرا من احتمالية ذهاب القائد فابريجاس أو بقائه لأن المشكلة لا تكمن هنا، بل هي في المدرب فينجر، من يشاهد وجه الفرنسي لن يجد فيه صورة البطل وحضوره، الأمر مختلف تماما مع فيرجسون الذي يتحدث في كل مرة عن الفوز بالدوري والمنافسة على دوري الأبطال، فيرجسون لا يكترث لأمر الأرسنال حيث يقول: “من يفكر في الأرسنال أو يخاف منه لم يفهم اللعبة جيدا، يجب علينا الحذر من تشلسي”. ربما لم يعتد جمهور الأرسنال على الفوز بالبطولات بصفة دائمة وكذلك فينجر وإدارة النادي، لذلك لا يرتفع سقف المطالب ولا تعلن حالة الطوارئ، لكن لو فاز الأرسنال بالدوري ثلاث مرات في خمسة أعوام وحقق فيها لقب دوري الأبطال، فإن جمهوره لن يرضى بما يحدث الآن، وهكذا هو الحال في توتنهام ومانشستر سيتي، ولكن الوضع يختلف في مانشستر يونايتد، لذلك لا يمكن لجهور الأرسنال أن يقارنوا ناديهم بمانشستر يونايتد. يستطيع الأرسنال أن يفوز على مانشستر يونايتد في مباراة ولكنه لن يصل إلى مستواه إلا بتحقيق الألقاب. فريق أرسن فينجر يلعب كرة قدم جميلة لا شك في ذلك، أجمل من فريق فيرجسون لكن الجمال لا يكفي وسيأتي يوم من الأيام سيقول فيه جمهوره أنهم يريدون الفوز على الطريقة الإيطالية، وعلى فينجر أن يحقق لهم ما يريدون لو أراد البقاء لعشرة أعوام إضافية.
متى سيرحل آرسن فينجر؟
قد نتساءل عن موعد رحيل آرسن فينجر عن الأرسنال، هذا الفريق يحتاج للتغيير كي يصبح بطلا، مع فينجر ربما يفوز مثلما حدث في السابق، ولكن يمكن القول أن ذلك سيحدث معه مرة في كل عشرة أعوام، لذلك على النادي أن يغير في أرسن فينجر أو يغيره ويستبدله بمدرب آخر. لكن متى سيحدث ذلك وكيف يمكن أن يذهب فينجر عن الأرسنال، على جماهير النادي أن لا تراهن على عرض محتمل من أحد الأندية الكبيرة كي يقتنع فينجر بالرحيل الطوعي، لأنه رفض في السابق الذهاب إلى ريال مدريد، لأن النادي الإسباني لن يرضى بتقديم كرة قدم جميلة فحسب دون الفوز بالبطولات، ولأن الأندية الكبيرة في أوروبا تنهج نفس السياسة تجاه البطولات فإن فنجر لن يكون مناسبا لهم، إلا إذا غير من عقليته وطريقته الخاصة العجيبة، هناك احتمال ضئيل ويرحب به فينجر دائما وهو تدريب أحد المنتخبات الكبيرة، فهو في السابق أبدى رغبته بتدريب المنتخب الألماني لكنهم لم يختاروه بسبب عدم إجادته للغة الألمانية ولأنهم عنصريون في هذا الجانب حيث لا يريدون سوى مدرب ألماني، التفكير في تدريب المنتخب الإنجليزي يراود فينجر لا محاله ولكن عليه الانتظار كثيرا لأن المدرب القادم الذي سيخلف كابيللو من المرجح جدا أن يكون إنجليزيا وربما يكون هاري ريدناب مدرب توتنهام، إذن على الجمهور في أرسنال أن ينتظر أن تكون الإدارة أكثر صرامة مع المدرب وتجبره على الفوز بالبطولات من أجل البقاء في النادي، هكذا فقط من الممكن أن يفوز فينجر بالألقاب أو يرحل ليأتي رجل آخر إلى الأرسنال ويساعدهم في الانتقال ليصبحوا ناد كبير مثل مانشستر يونايتد.
